الثلاثاء , 19 مارس 2024
الرئيسية / صحافة / حوارات صحفية / حوار د حسام بدراوي مع موقع مصراوي (الجزء الأول)

حوار د حسام بدراوي مع موقع مصراوي (الجزء الأول)

حوار د حسام بدراوي مع موقع مصراوي (الجزء الأول)

أجرى “مصراوي” حواراً شاملاً مع السياسى البارز والخبير التربوي الدكتور حسام بدراوي، وقال في حوار يتم نشره على جزئين “إنه يتمنى أن يعطي صوته للرئيس السيسى لأنه الأفضل بين مرشحين آخرين، وليس لأنه المرشح الوحيد”، مؤكداً أن الحياة الحزبية متوقفة في مصر منذ عام 2011. ورأى “بدراوي” أن الظروف الأمنية التي تعيشها مصر، بغرض حمايتها، أحياناً تحدث قدراً من عدم التوازن، وبالتالي قد تُنتهك حرية المواطنين أثناء ممارستهم حقوقهم السياسية، وإلي نص الحوار: ·

بعض الأحزاب أعلنت دعمها للرئيس السيسي في انتخابات الرئاسة المقبلة قبل حسم ترشحه.. ما تعليقك؟
كل حزب لديه مطلق الحرية في تأييد من يريد، فإذا لم يكن لديهم مرشحون قادرون على خوض انتخابات الرئاسة، فمن حقهم تأييد الأنسب لهم.

هل الجائز أن تعلن الأحزاب دعمها لشخص قبل إعلانه هو شخصياً خوض الانتخابات؟
من الجائز أن تكون الأحزاب هي الدافع لمن تريد ترشيحه، لأنها راغبة في ذلك، وأيضاً لإيصال رسالة له أن هناك أحزاباً تدعمه وتسانده.

ما تقييمك لأداء الأحزاب حالياً؟
الحياة الحزبية متوفقة تماماً منذ ثورة يناير. ·

وهل كانت هناك حياة حزبية في مصر قبل 2011؟
طبعاً، على سبيل المثال كان هناك حزب الوفد، أكثر نشاطاً، وحزب التجمع كان متواجداً، أيضاً حزب الغد كان له دور في إحداث مشاكل وقضايا، وطبعاً الحزب الوطني كان ملىء بالنشاط.

لكن لم يكن لهذه الأحزاب تمثيلٌ في مجلس الشعب قبل الثورة؟
كان هناك حزب “الإخوان”؛ بغض النظر كانوا حزباً أم لا، لكن كان لهم 88 مقعداً في البرلمان.. كما نستطيع القول إن حزب الوفد كان يمثل الطريق الليبرالي على يمين الحزب الوطني في هذا الوقت، وحزب التجمع على يسار الحزب الوطني، والإخوان يمثلون المرجعية الدينية ذات الطابع السياسي، كل هذا كان متواجدًا، لكن اليوم في وجود أكثر من 70 حزباً، لا توجد أحزاب لها توجهات سياسية، فيما عدا السلفيين والإخوان، الذين يحملون بالأساس توجهات محافظة دينياً ومخالفة للدستور .

· ترى أنه لا يزال للإخوان تواجد مع السلفيين على الخارطة السياسية؟
رغم أنه تم حل الحزب الممثل لهم، وهروب النشيطين منهم، لكن لا يزال هناك أشخاصٌ منتمونٌ لجماعة الإخوان في حالة سكون، كما أن هناك متعاطفين معهم بلا شك. ·

من وجهة نظرك، ما أسباب توقف الحياة الحزبية منذ 2011 رغم التوسع في تأسيس أحزاب كثيرة؟
الحياة السياسية في مصر غير ناضجة بالشكل الذي يجعل الأحزاب تمثل توجهات اقتصادية وسياسية واجتماعية؛ والدليل: كان هناك قبل 2011 من يردد أن حزب الرئيس هو المتحكم ويمنع ظهور الأحزاب الأخرى، ولكن بعد 2011 لم يعد هناك حزب حاكم، ومع ذلك لم تقم حياة حزبية، وإن تأسست أحزاب كثيرة لكنها لا تزال أحزاباً تمثل أشخاصاً لا توجهات. الحزب له أركان، أولها أن تكون له أيدلوجية واضحة ومعلنة، ثانيها أن يكون له تنظيم جيد، ثالثها أن يتوفر له تمويل، فإذا لم يتوفق الحزب إلى هذه الأركان، لن ينهض، ولن يكون له وجود. حرية المواطنين أحيانا تُنتهك​ بغرض حماية الوطن كما أن الحزب بحاجة إلى جمهور يثق فيما يقول، وغير حقيقي ما يعتقده الناس في مصر، أنه كلما زاد عدد أعضاء الحزب، يعني هذا أنه قوي، فمثلا حزب العمال في بريطانيا عدد أعضائه 300 ألف فقط، لكنه يكتسح في الانتخابات؛ معنى هذا أنه ليس من الضروري أن يكون الشعب كله منتمياً لأحزاب، لكن الشعب يختار بين توجهات سياسية. وإن لم تظهر هذه الأحزاب توجهاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتدعو لها، فسوف يختار المواطنون أشخاصاً، وبالتالي سنعود مجدداً إلي الفردية السياسية دون عمل حزبي متناسق. فضلاً عن هذا، لابد أن يتوافر مناخ يتيح للحزب العمل السياسي، وضروري أن تسمح له الدولة بذلك، وأعتقد أن المناخ الحالي ليس مؤيداً للحركة الحزبية بشكل كافٍ، فالناس ليست نشطةً إلا في التأييد الحاد أو المعارضة الحادة، وذلك أنه في ظل عدم وجود حياة حزبية، تصبح الناس يا “مع” أو “ضد”، وهذا ما أطلق عليه استقطابا سياسيا، وهو ليس في صالح النظام الحاكم. ·

أريد منك توضيحاً أكثر حول ما قلته بأن المناخ الحالي ليس مؤيداً للحركة الحزبية بشكل كاف؟
من غير ما أدخل في تفاصيل، حتى يصبح لديَّ حزب يجب أن أدعو الناس إليه وإلى سياسته، ويجب أن يكون لي ظهور إعلامي للتحدث عنه ولكي أطلب من المواطنين الانضمام إليه، وأحصل منهم على تبرعات؛ وفي إطار الوضع الحالي يُنظر إلى هذا الأمر بأن التوقيت غير مناسب، وهو ما لا يسمح للأحزاب السياسية بأن تنتشر أو تنشر رؤيتها حتى يتوجه إليها الناس، وهذا مأزق سياسي نعاني منه. ·

وهل للدولة يدٌ في هذا؟
نظراً للظروف التي تتعرض لها مصر، والتهديدات الأمنية التي تواجهها، عادة ما يكون هناك عدم اعتدال في التوازن بين التدخل الأمني والحقوق السياسية. لا يمكن أن نقول إن هناك خطاً فاصلاً بين العمل الأمني للحفاظ على وحدة الدولة وأمن المواطنين، بل هناك منطقة رمادية، وإن لم تكن هناك كفاءة عالية جداً واستخدام جيد للعلم من الأجهزة، قد تُنتهك حريات المواطنين، وأحيانا يتم التشكيك في نواياهم في العمل السياسي، لأن في نهاية الأمر، هدف الأجهزة حماية المواطن والحفاظ على كيان الدولة التي كانت في لحظة ما، منذ 4 سنوات على وشك الانهيار. أنا أتفهم الموقف الحالي، لكن لابد أن تكون هذه فترة زمنية مؤقتة، كأن نكون في “ترانزيت” لابد من تغييره. لا مناص من أن تكون هناك توجهات سياسية مختلفة مع النظام الحاكم أحياناً .

نفهم من كلامك أنك تؤيد أن يكون للرئيس حزب سياسي؟
طبعاً، لابد أن يكون أي رئيس منتمياً لفكرة سياسية اقتصادية اجتماعية. الطبيعي والمنطقي في بلد دستورها ينص على أن النظام السياسي “حزبي”، أن يكون الرئيس منتمياً لتوجه سياسي ينتخب على أساسه، وهو ما لا يتوافر لدينا، فالدستور ينص على أن النظام حزبي؛ يشكل حزب الأغلبية الحكومةً، وتكون الحكومة مشاركةً رئيسيةً في الحكم مع رئيس الجمهورية، لكن نظراً لعدم وجود حزب سياسي، ولأن ثقافة الشعب المصري “رئاسية” ليست حزبية، فالكل يحمل الرئيس الأخطاء وفي نفس الوقت تمنح له كل المميزات، وهو ما تتعارض معه طبيعة العمل الحزبي، الذي هو في الأساس عمل مرتبط بتوكيل غيرك لأخذ حقوقك.. فنحن نوكل أعضاء البرلمان في أن يدافعوا عن حقوق المواطنين، ونوكل الحكومة لإدارة أحوال المواطنين، ونوكل الرئيس لقيادة المجتمع. الدستور يؤكد على أن الدولة يجب أن تتوجه نحو اللامركزية، وفى حال عدم حدوث ذلك ينتهي الأمر لأن يتحمل الرئيس كل المسؤوليات، وتقع على عاتقه كل الأخطاء، وأنا أتصور أن هذا ظلم له وظلم للناس.

تنصح الرئيس بتأسيس حزب سياسي؟
الأمر يحتاج إلى تفكير وتركيز. أرحب أن يكون للرئيس انتماء سياسي اجتماعي اقتصادي، وعندما أنتخبه يجب أن يكون لديَّ دراية أن أيدلوجيته تنتمي لأيدلوجية هذا الحزب، لكن عندما يصبح رئيساً للجمهورية لا يجب أن يكون له دور في هذا الحزب. كما أن الحزب يوفر الظهير الشعبي للرئيس، يعرض سياساته وتوجهاته، ويتواصل مع الناس ويقترب من المجتمع، وينزل إلى الشارع. من غير المعقول أن يقوم الرئيس بكل شيء بمفرده، لذلك يضطر لتأسيس مجالس استشارية له، وهي مجالس عليا وليست شعبوية، ما يجعل دورها يختلف عن دور الحزب السياسي الذى يتصل بالمواطنين على مستوى البرلمان ومستوى الشارع، ويتحدث نفس اللغة مع الناس بمختلف فئاتهم. الآن نعتمد بشكل كامل على أن الرئيس هو الذي يقول ويشرح ويفسر لنا وهذا ظلم له وظلم لنا.

· وهل يكون تأسيس الرئيس حزباً الآن في صالح الحياة السياسية؟
نحن خارجون من أزمة في 2011، والجميع كان متخوفاً من فكرة الرئيس المنتمي لحزب يكون ذراعاً للرئيس في الاستبداد. أري أن الوقت مضى على تأسيس الرئيس السيسي حزباً، لأنه رئيس الآن، ولو قرر تأسيس حزب سياسي “معرفش تتعمل إزاي”، وأعتقد أن فترته الثانية ستكون بنفس التركيبة، ولكنى متأكد أنه سيعمل جاهدًا لتهيئة المناخ، وستصبح هناك ثقة أكبر في الإجراءات التي تمت للحفاظ على أمن البلاد، وبالتالي سيفسح المجال أمام مناخ سياسي يسمح بتكوين أحزاب تخرج منها قيادات سياسية. أتمنى بعد انتهاء الفترة الثانية من الرئاسة، أن يكون هناك مرشحون للأحزاب لرئاسة الجمهورية، وعندما يتولى من ينجح منها منصب الرئيس يتخلى عن منصبه في الحزب، وهذا أمر متعارف عليه في العالم، كما لا يشترط أن يكون رئيس الحزب هو المرشح.

هل ترشح الرئيس السيسي للدورة المقبلة؟
ما زلت أرى أن مصر تحتاج قدراً أكبر من الاستقرار، لذا صوتي للرئيس السيسي، وكنت أتمنى أن أعطي له صوتي، لأنه أفضل من مرشحين آخرين، وليس لأنه المرشح الوحيد .

التعليقات

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *