منير عبد النور… وسام على صدر الصداقة والوطن
بقلم
حسام بدراوي
تشرفت بحضور حفل استقبال بدعوة من السفير الفرنسي في مصر وزوجته ، مراسم منح صديقي منير فخري عبد النور وسام قائد في “وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي ” مع مجموعة منتقاه من اصدقائه وكبار الشخصيات المصرية والأجنبية يوم الاثنين الموافق ٢/٦/٢٥.
انتهز الفرصة لأكتب عن منير فخري عبد النور ، وأفخر به ، مواطنا مصرياً أصيلاً ، وداعماً مؤثراً في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر.
أقول :
لا يُكرَّم منير عبد النور وحده اليوم ، بل تُكرَّم معه قيمة نادرة في السياسة والثقافة والحياة العامة: قيمة الإنسان الذي لا يتغير حين تتقلب الأزمنة، ولا يساوم على المبادئ، حتى وإن اهتزت الأرض من تحت قدميه.
أكتب عن صديقٍ عرفتُه منذ أكثر من أربعين عامًا، ورافقته في محطات كثيرة شكلت وجداننا العام والخاص، واختبرت معادن الرجال، فكان منير دائمًا صادقًا مع ذاته، صلبًا في قناعاته، متوازنًا في مشاعره، شغوفًا بالحرية، مؤمنًا بالديمقراطية، ومتشبعًا بقيم العدالة والكرامة الإنسانية.
تزاملنا في “جمعية النداء الجديد” في التسعينات، تلك المساحة التي جمعتنا حول أمل مشترك في بناء وطن يليق بشعبه. ثم خضنا معًا انتخابات عام 2000، ودخلنا البرلمان بتجربة مميزة، كان كل منا يحمل فيها مفتاحًا مختلفًا لتنمية مصر، لكننا اجتمعنا على باب واحد: الإصلاح الحقيقي المبني على احترام الإنسان وكرامته.
وحين جمعتنا سبع سنوات في المجلس القومي لحقوق الإنسان، ازداد منير قربًا إلى وجداني، فقد رأيت كيف يجمع بين الحزم الأخلاقي والمرونة الإنسانية، وبين المثقف والسياسي، وبين المتحدث اللبق والمدافع العنيد عن الحريات.
منير عبد النور ليس سياسيًا فقط، بل وجه ناصع من وجوه مصر المدنية الحديثة؛ قبطي منفتح ، ومصري حتى النخاع، لم يكن في يوم جزءًا من طائفية، بل كان دائمًا جسرًا بين الهويات، وضميرًا يقظًا في الأزمات.
بعد أحداث الربيع العربي، وفي سنوات عاصفة عانت فيها مصر من التغيرات والانقسامات، بقي منير نوراً وسط ظلمات ، و بقيت صداقتنا كما هي، وتواصل حضورنا المشترك في كل ما يخدم الوطن، من مواقع مختلفة، لكن بقلب واحد ينبض بالأمل والوفاء.
وسام فرنسا اليوم له هو شهادة دولية لرجل أحب مصر، ودافع عنها، وعبّر عنها في المحافل الدولية بلغات متعددة، وبقيم واحدة.
منير عبد النور، في تقديري، هو أحد القلائل الذين تمكّنوا من الجمع بين النزاهة السياسية، والرؤية الاقتصادية، والحس الإنساني العميق. رجل حين تختلف معه، تحترمه أكثر ، وحين تتفق معه، تكتشف أنك تقترب من ضوء إنساني فريد.
فليكن هذا الوسام تتويجًا لمسيرة، ودافعًا للاستمرار، ورسالة تقدير لصوت وطني لا يتبدل بل يتطور ويؤثر ويلهم.
مبروك يا صديقي… فقد شرّفتنا كما شرّفت نفسك وأسرتك