الخميس , 9 مايو 2024
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / بعد 25 يناير / التوجه الأول: تغيير سلوكي في وجدان المجتمع

التوجه الأول: تغيير سلوكي في وجدان المجتمع

دعائم النهضة
حسام بدراوي

دعونى أُذكِّركم بالتوجهات الاثنى عشر التى سنتكلم فيها خلال الأسابيع القادمة، وسنفتح صفحة على «فيس بوك» تحت اسم «المستقبل يبدأ اليوم» دعوة للمشاركة. وحيث إن مساحة النشر فى الصحيفة صغيرة، فسننقل التفاصيل إلى هذه الصفحة لنقرأ ونستمع إلى الآراء، فى إطار منهجى يخدم صناع القرار والمسؤولين عن التطبيق. سنعرض استراتيچية الوزارات المعنية بالملفات المطروحة للنقاش تفصيلًا إذا وُجدت، وسنصنع مرصدًا لكل توجه، يمكننا من خلاله متابعة التنفيذ بناء على مؤشرات القياس العالمية.

التوجهات هى:

الأول هو إحداث تغيير ثقافى وسلوكى فى وجدان المجتمع، وهو ما سنتكلم عنه فى هذا المقال اختصارًا.

الثانى هو إجراء تغيير هيكلى فى الاقتصاد المصرى بهدف تحفيز النمو، واستدامته وتوازنه، مع خلق فرص التشغيل.

الثالث هو الإصلاح الإدارى وتغيير نمط الحوكمة والرقمية فى كافة المؤسسات، مع تطبيق تدريجى للامركزية.

الرابع هو تحديد هوية الدولة المدنية الحديثة وترسيخ مفهومها لدى الأجيال الجديدة.

الخامس هو الحفاظ على البيئة من أجل هذه الأجيال.

السادس هو إصلاح مؤسَّسى وفكرى لمؤسسات القضاء ومؤسسات إنفاذ القانون «الشرطة».

السابع هو تحديد الدور المصرى فى صناعة مستقبل العالم واستراتيجيات تطبيقه.

الثامن هو زيادة قدرات جيش مصر، وحمايته من الانخراط فى العمل السياسى والاقتصادى، وتغيير نمط التسليح بزيادة القدرة على التصنيع العسكرى.

التاسع هو استدامة توفير الطاقة النظيفة والمياه لاحتياجات الشعب المصرى المتزايدة.

العاشر هو تنمية دور المجتمع المدنى الفعال وتنشيطه ودعمه واحترام حقوق المواطنين.

الحادى عشر هو التحكم فى نمو ونوعية وتوزيع السكان.

الثانى عشر هو صناعة القادة.

قالت الشابة المثقفة: وما الذى يضمن استدامة تطبيق السياسات وتراكم الخبرات؟. إننا نلاحظ فى كل نظام حكم فى مصر اعتبار الماضى كله فشلًا، واتهام كل حكم سبق بدمار البلاد، وكأنه لا توجد خبرات متراكمة، وبحيث تصبح استدامة التطبيق أى سياسيًا مستحيلة. إننا نبدأ من جديد كل فترة زمنية، ولا نسمح لأى مبادرة بالاستمرار..

قلت: معكِ كل الحق، والذى يضمن الاستدامة وتراكم الخبرات هو التداول السلمى للسلطة السياسية، فى إطار الشرعية الدستورية، وسنتكلم عن ذلك فى الملف السياسى لاحقًا.

 

إن واجبنا هو إحداث تغيير ثقافى وسلوكى فى وجدان المجتمع، وترسيخ مبادئ التسامح وقبول التعددية والديمقراطية كمنهج حياة، وتعظيم قيمة البحث والتطوير، والقدرة على الابتكار والإبداع، والتفكير العلمى والعمل كفريق، والإحساس والإيمان بالمواطنة كأساس لتوافق فئات المجتمع وترسيخ قيم المشاركة وريادة الأعمال وزيادة القدرات التنافسية.

إن الأطفال والشباب هم محور هذا التوجه بدون تمييز. والتعليم والثقافة والإعلام هى مداخل الدولة لتحقيق ذلك.

ويعنى ذلك وضع محور التنمية الإنسانية، شاملًا التعليم بكل أقسامه، والثقافة والإعلام والشباب، فى ملف يمكن التعامل معه، وفيه، فى إطار متناسق لتحقيق ما نصبو إليه فى خلق المواطن المصرى المتعلم، المُمَكَّن تكنولوجيًا، المستنير، المبدع، المسؤول، الفخور بتاريخ بلاده وهويته الثقافية، الشغوف ببناء مستقبلها، والمدرك لأهمية التواصل الإقليمى والعالمى، والقادر على المنافسة فى كل المجالات.

إننا يجب أن تكون لدينا سياسة واضحة للتطوير والابتكار وريادة الأعمال عن طريق تقدم البحث والتطوير، حيث إن جميع التوجهات لرسم السياسات المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لأى دولة تستند إلى تحليل علمى للمواقف الراهنة لسياسات العلم والتكنولوجيا، يتم الانطلاق منه إلى المستقبل، فالعلم والتكنولوجيا يمثلان ملتقى لكل السياسات التى تحدد مستقبل كل أمة، وهما فى الوقت ذاته الأداة الفعالة لتحقيقها. ويبدو جليًا أن الأمة التى تمتلك قاعدة علمية وتكنولوجية رقمية راسخة تكون قادرة على مواجهة التحديات، من خلال تسخير كل ما هو جديد من علوم وتكنولوجيات لخدمة التنمية الشاملة. إننى لا أشك فى تواجد وفعالية العلماء المصريين، الذين لا يمنحهم مناخ التعليم ومؤسساته مساحة الحرية المناسبة للابتكار والإبداع.. فمنهم مَن يبدعون وينجحون حينما يذهبون فى كل الدنيا.

قال الشاب النابه: ما رؤية التعليم التى تعرضها يا دكتور؟

قلت: أولًا دعونى أُذكِّركم بأن النظام التعليمى متكامل، ويشمل التعليم الأساسى والثانوى، والتعليم الفنى والتدريب المهنى، والتعليم الأزهرى، والتعليم العالى، والبحث والتطوير.. وأن كل هذه النظم يجب أن تُدار برؤية متوافقة متكاملة، وإلا نكون مسهمين فى خلط مفاهيم الأطفال والشباب وتفتيت المجتمع فكريًا.. لكى أُبسِّط لكم الأمر:

تنقسم الرؤية إلى خمسة محاور رئيسية، تندرج تحتها أهداف فرعية، ثم مؤشرات قياس ومسؤولية التنفيذ وزمنه وتكلفته.

المحور الأول: تعليم عالى الجودة ومتاح للجميع دون تمييز.

المحور الثانى: خلق إطار مؤسَّسى كفء وعادل ومستدام لإدارة التعليم والبحث والتطوير على المستويين المركزى واللامركزى، وصولًا إلى أن تكون المدرسة هى وحدة إدارة قائمة بذاتها.

المحور الثالث: التمكين الرقمى للطالب والمعلم والمدير وتطوير وسائل التدريس، مما يستلزم تدريب العامل البشرى الأهم، وهو المدرس ومدير المدرسة. يجب أن يفكر الجميع رقميًا، ويحصلوا على المعارف رقميًا، ويتعلموا البحث عن المعلومة، ويتواصلوا بلغة العالم حتى يكونوا جزءًا من صناعة المستقبل.

المحور الرابع: بناء الشخصية المتكاملة للتلميذ والطالب ليصبح مواطنًا سويًا معتزًا بذاته، مستنيرًا، مبدعًا، فخورًا بتاريخ بلاده، شغوفًا ببناء مستقبلها، وقادرًا على الاختلاف، وقابلًا للتعددية. هذا لا يُدرَّس فى منهج، ولكن بالمعايشة داخل المدرسة، بممارسة الرياضة والتنافس الشريف وتعلم الموسيقى وتذوق الجمال. إن كان ينقص المدارس الملاعب، فكل عدد منها يستطيع استخدام مراكز الشباب التى تصبح امتدادًا للمدرسة، وكذلك قصور الثقافة.

المحور الخامس: أن يكون الخريج مبادرًا، قادرًا على التكيف مع تغير الظروف حوله، وخالقًا لفرص عمل جديدة، ومنافسًا لأقرانه إقليميًا وعالميًا.

المسألة بسيطة لكل مَن يسألنى حول موافقتى من عدمها على استراتيچية التطوير المعروضة الآن..

أقول للجميع: انظروا إلى محاور الرؤية البسيطة والمفهومة للمجتمع، وتعالوا نرصد تنفيذها باستخدام مؤشرات القياس المتفق عليها مع الحكومة.

قالت الشابة المثقفة: وكيف تتحول الرؤية إلى خارطة طريق لها معالم؟

قلت: كل محور من محاور الرؤية له أهداف أساسية، وأهداف فرعية، وفترة زمنية لتحقيقها، ومسؤوليات مؤسَّسية، وتكلفة، ومؤشرات قياس للنتائج، وهى ما تكمل فى النهاية استراتيجية يمكن متابعتها وتقييمها..

تطبيق أهداف الرؤية فى كل نظم التعليم يجب أن يتلاقى فى نقاط مع الاستراتيچية الثقافية والإعلامية والشبابية..

إننا يجب ألا ننسى أنه فى النهاية بناء الإنسان هو الأساس، ويتكامل البناء بالتعليم والثقافة والإعلام، وأن الأطفال والشباب موجودون فى مدارسنا وجامعاتنا تحت سقف يمكننا الوصول إليه وخلق المناخ المُحفِّز لإبداعهم وابتكارهم.

مبادرات ذات صلة يقوم بها د حسام بدراوي في مجال التعليم

 

أولا مبادرة مرصد التعليم

 

ثانيا مبادرة تنافسية المحافظات

 

مبادرة المستقبل يبدأ كل يوم شارك وبادر

في إطار المبادرة التي أطلقها الأستاذ الدكتور حسام بدراوي “المستقبل يبدأ كل يوم ، شارك وبادر ”
يسعد د. حسام بدراوي ومركز تحوت للأبحاث السياسية أن يعلن عن إطلاق موقع إليكتروني لشرح الاستراتيجيات المقترحة والمبادرات التي تقدم بها د بدراوى وفريق الخبراء الذين يعملون معه في كل توجه من توجهات المستقبل التي يتكلم عنها في مقالاته بالمصري اليوم كل يوم أربعاء
ومرفق الاثنا عشر توجه موضوع المقالات ومرفق مع كل توجه بعد نشره رابط بالتفاصيل الخاصة به
إننا ندعو الخبراء كل في تخصصه وأفراد المجتمع عامة بالمشاركة بالرأي أو بالمبادرات من خلال هذا الرابط

مبادرة المستقبل يبدأ كل يوم

http://hossambadrawi.com/thoth/suggestions

التوجهات هى:

الأول هو إحداث تغيير ثقافى وسلوكى فى وجدان المجتمع.

الثانى هو إجراء تغيير هيكلى فى الاقتصاد المصرى بهدف تحفيز النمو، واستدامته وتوازنه، مع خلق فرص التشغيل.

الثالث هو الإصلاح الإدارى وتغيير نمط الحوكمة والرقمية فى كافة المؤسسات، مع تطبيق تدريجى للامركزية.

الرابع هو تحديد هوية الدولة المدنية الحديثة وترسيخ مفهومها لدى الأجيال الجديدة.

الخامس هو الحفاظ على البيئة من أجل هذه الأجيال.

السادس هو إصلاح مؤسَّسى وفكرى لمؤسسات القضاء ومؤسسات إنفاذ القانون «الشرطة».

السابع هو تحديد الدور المصرى فى صناعة مستقبل العالم واستراتيجيات تطبيقه.

الثامن هو زيادة قدرات جيش مصر، وحمايته من الانخراط فى العمل السياسى والاقتصادى، وتغيير نمط التسليح بزيادة القدرة على التصنيع العسكرى.

التاسع هو استدامة توفير الطاقة النظيفة والمياه لاحتياجات الشعب المصرى المتزايدة.

العاشر هو تنمية دور المجتمع المدنى الفعال وتنشيطه ودعمه واحترام حقوق المواطنين.

الحادى عشر هو التحكم فى نمو ونوعية وتوزيع السكان.

الثانى عشر هو صناعة القادة.

ويعلن مركز تحوت للدراسات السياسية أنه سيقوم بدراسة جدوى كل المقترحات المقدمة ودراستها بمنهجية علمية للوقوف على مدى فعاليتها وأهميتها، على أن يتم جمع الاقتراحات و المبادرات وعمل الدراسات اللازمة لتطبيقها، بالإضافة إلى تقديمها للجهات التنفيذية المسؤولة بالتعاون مع حزب الاتحاد .
بل اننا ندعو الأحزاب السياسية أن تشارك بالرأي في هذا المنتدي السياسي العلمي اذا كانت تشاركنا الرؤي للمستقبل ورغبتنا في مساندة الدوله المدنية الحديثة.

يتم تقديم الاقتراحات والمبادرات من خلال هذا الموقع من خلال ابداء الرأي فيما لا يزيد عن خمسة عشر سطرا أو كتابة ملخص المبادرة وتسجيلها فيديو قصير مدته لا تزيد على الخمس دقائق، مع العلم ان المبادرات والآراء المقدمة في الإطار المعلن، وسيتم دراستها بعمق ، وسيتم مشاركة الاحزاب السياسية المشاركة إيجابيا فيها.
إننا ندعو الخبراء كل في تخصصه وأفراد المجتمع عامة بالمشاركة بالرأي أو بالمبادرات من خلال هذا الرابط

مبادرة المستقبل يبدأ كل يوم

للمزيد من المعلومات
موقع د حسام بدراوي

Home

موقع مركز تحوت للدراسات والأبحاث

thoth

موقع حزب الاتحاد
https://hossambadrawi.com/ettihad-party

مواقع شركائنا من الجمعيات الأهلية غير الهادفة للربح التي يشارك فيها د حسام
موقع مؤسسة النيل بدراوي للتعليم والتنمية

Home

موقع جمعية تكاتف
http://takatof.org

موقع المجلس الوطني للتنافسية
http://www.encc.org.eg/?lang=en

موقع مؤسسة التعليم أولا
http://www.educationfirst.org.eg/EducationFirst/ef

التعليقات

التعليقات