الخميس , 9 مايو 2024
الرئيسية / صحافة / حوارات صحفية / حوار: الحوار الوطنى مهم لجمع شمل المصريين.. ونجاحه فى استمراريته

حوار: الحوار الوطنى مهم لجمع شمل المصريين.. ونجاحه فى استمراريته

الحوار الوطنى مهم لجمع شمل المصريين.. ونجاحه فى استمراريته

 

أكد الدكتور حسام بدراوى رئيس حزب الاتحاد  أن الحوار الوطنى فكرة  إيجابية ومصر فى حاجة إليه ويجب أن يكون الاستثمار وخلق فرص العمل والتحدى السكانى أبرز المحاور التى يجب أن يناقشها الحوار، مشيرًا فى حواره لـ«روزاليوسف» إلى أن الأحزاب السياسية فى مصر فى حالة خمول وتحتاج حراكًا مثل الحوار الوطنى حتى نحدد ما هى التحديات أمام المجتمع، مضيفًا: الأحزاب السياسية التقليدية اختفت وعليها أن تكون أحزابًا بشكل مختلف وإلى نص الحوار:

 

■ بداية ما دلالة  توقيت الحوار الوطنى من وجهة نظركم؟

– الحوار شيء إيجابى ومصر فى حاجة إليه، ولو عقد أمس أو غدًا فهو فكرة ممتازة،  والحوار ليس لقطة فى فيلم ولكنه فيلم متكامل واليوم نتحاور وغدًا وبعده أيضًا سنتحاور لأن هذا هو الواقع الذى نعيش فيه، لأن كل 18 شهرًا يتغير كل شيء حولنا وهذه هى دورة الحياة، وإذا  لم نكن جاهزين للتوافق مع التغيير فسنكون خارج الصورة، ونحتاج الحوار دائمًا وليس للحظة فقط ، لأن الاستمرارية هى استمرارية التطبيق والاستماع للرأى الآخر.

■ وما أهمية الحوار الوطنى؟

– الحوار الوطنى مهم لجمع شمل كل المصريين، ولابد أن يكون هناك مبنى للحوار الوطنى، داخل غرف متعددة لتفرز كل ما يقوله كل المتحاورين حتى نخرج بوثيقة موحدة ننظر إليها جميعًا، وقد يكون لمجموعة رأى وأخرى رأى آخر, فتقال كل الآراء , وإذا كانت هناك أغلبية أو أقلية يكون ذلك موجودًا وموثقًا .

ومن وجهت له الدعوة إلى الحوار يتحتم عليه أن يحترم الشرعية والنظام والدستور فى إطار مؤسسى يخرج فى النهاية بمبادارت إيجايبة تضيف ولا تهدم وهذه هى وجهة نظرى البسيطة، الحوار يحتاج إلى أشياء نسميها أصول البناء ومنه تخرج نتائج تعلن للكل, وليس شرطًا أن يكون هناك التزام مطلق، ولابد أن يتفق الجميع على أن التنمية الإنسانية أساس, ولكى نصل لها من الجائز أن تكون الطرق مختلفة بينهم ولكن من يختار الطريق هى الدولة ودور المجتمع المدنى هو مراقبة ما اختارته الدولة لأن المجتمع المدنى سواء أكان جمعيات أو أشخاصًا أو برلمانًا أو إعلامًا فهم أطراف فى هذا الحوار.

■  ما أبرز المحاور التى سيقدمها حزب الاتحاد خلال جلسات الحوار الوطني؟

– أسس الدولة المدنية الحديثة كما جاء فى الدستور وما يجب أن يكون فى المرحلة المقبلة هو العدالة والتنمية الإنسانية، العدالة بمفهومها القانونى ومفهومها الاجتماعى التى تكون فيها مساواة للحقوق والفرص وذلك بإتاحة جميع الفرص, ولكن الأفضل هو من يحظى بالفرصة، وهناك دور للدولة من خلال  بناء القدرات وتوفير الفرص .

■ وما دور المواطن؟

– عليه أن يتعلم ويحظى بالمعرفة وبالقدرات ويختار ويبدع أكثر، وداخل كل هذا تفاصيل  أكثر, ولدينا  65% من المجتمع شباب, وسياستنا يجب أن تكون واضحة مع الشباب ونتفق جميعًا فى أننا بحاجة إلى أن يكون أولادنا وشبابنا متسعى الفكر قابلين للتعددية والاختلاف مؤمنين بالدولة المدنية الحديثة وعندهم مهارات تجعلهم منافسين, ولكى يحدث ذلك علينا أن نتفق خلال الحوار الوطنى على ما يجب أن يتم تغييره فى التعليم والثقافة, وإذا اتفقنا على ذلك نتحاور كيف ننفذها، كما يجب أن يكون الاستثمار وخلق فرص العمل والتحدى السكانى أبرز المحاور التى يجب أن يناقشها الجميع خلال جلسات الحوار الوطنى، التحدى السكانى، والشباب، والدولة المدنية الحديثة بمعنى أنه لا يكون هناك فرق بين قبطى ومسلم ولا مرأة ولا رجل.

كل هذا له إجراءات حتى لا تلبسنا عباءة السلفية، نحن دولة مدنية وهذا ليس له علاقة  باحترامنا للدين وتمسكنا به, لكن لا يجب أن يكون هناك دخل للدين فى إدارة الدولة, ولكن له دور مع الشخص وعلاقته بربه وهذه كلها أسس, وجائز أن يكون هناك خلاف حول ذلك ومن يختلف يقول ولا يجب أن نمنعه لأننا نجلس فى الحوار لذلك, ولكن من حق المجتمع أن يرفض فى إطار يحكمه القانون، وتوجهنا واضح  اقتصاديًا , إنسانيًا و اجتماعيًا والأمور واضحة جدًا ولكن كل ذلك يجب أن يتم وفق ضوابط معينة خلال جلسات الحوار الوطنى

■ وما قواعد ضبط الحوار من وجهة نظركم؟

– يتم ضبط الحوار من خلال وضع عدة قواعد هى: أن من له رأى يكون موثقًا وإذا كان هناك نقد يقدم البديل ولو هناك توجه يكون مكتوبًا وإذا كانت مؤسسة  تكون بورقة عمل واحدة وإذا كان  شخصًا ومفكرًا يوثق ما يقوله ويأتى به للحوار, لكن أنا أخشى من أن  يكون الحوار  دون حدود واضحة أو نقد هدام وهو أمر لا نقبله وخطأ لأننا لا نريد أن نعمل كخلايا هدم ولكن نريد أن نبنى, ومن يضبط  كل ذلك المسئولون عن إدارة الحوار ويضع القواعد ونكون على قدم المساواة، ولا نكرر ما نقول للمزايدة ولا نهدم بنقد غير بناء لأنه إذا لم يتم ضبط إطار الحوار، من الممكن أن تكون هناك فوضى وسيكون المتطرف الذى يريد أن يهدم صوته أعلى أو المزايد الذى يرفض استماع الرأى الآخر صوته أعلى وينتهى الناس بالرجوع خطوات إلى الوراء.

■  ما تأثير الحوار الوطنى  على المناخ السياسى الداخلى؟

– الدولة عملت رؤية مصر 2030, ونموذج الحوار موجود، وبالتأكيد الحوار الوطنى سينعكس إيجابيًا على المناخ السياسى الداخلى, كما أنه ستكون هناك حالة من التفاؤل عند المواطنين، قضيتنا ليست فى الحوار ذاته وما يترتب عليه ولكن إذا خرجنا بمجموعة من الاستراتيجيات المتفق عليها علينا أن نسوقها للمجتمع لأن الناس أعداء ما جهلوا, والدور السياسى للحكومة هو تسويق أفكار وإقناع أصحاب المصلحة لا تركهم حتى لا يكونوا أعداءً لتوجه الدولة  بجانب العمل على نقل الثقة بين إدارة الدولة والمجتمع بأن ما نقوله له مؤشرات قياس نقيسها بعد عام أو اثنين للمجتمع، أهم قضية هى إقناع المجتمع بأن هذا هو طريق مصر للمرحلة المقبلة ونحن فى حاجة إلى أن يحلم شبابنا دون سقف والأكثر خبرة عليه أن يترجم ذلك إلى مشاريع قابلة للتطبيق وكل ذلك مرتبط بحسن إدارتها للأمور.

■ وما هى انعكاسات الحوار الوطنى خارجيًا؟

– أولًا احترامنا الداخلى يسبق علاقتنا بالعالم الخارجى ولابد أن نكون داخليًا أقوى عن طريق الشفافية والمصداقية فيما نقوله وما نفعل وأن يتم تطبيق الدستور بشكل واسع ولا يكون ديكورًا وأن تنمو القدرات البشرية وتستوعبها السوق وأن ننمو اقتصاديًا واجتماعيًا، واحترامنا للمصالح المشتركة مع الآخرين سيجبر العالم الخارجى على احترامنا لأن العلاقات الخارجية كلها مصالح والحوار لن يغير ذلك ولكن أسلوب تطبيق مخرجات الحوار هو من سيغير.

■ ماذا تأمل من الحوار الوطنى؟

– أتمنى أن تكون هناك وثيقة تعبر عن الحوار الوطنى  فى نهاية الأمر، ولدينا  سلطة تنفيذية منتخبة وعليها أن ترى ما يمكن تطبيقه, ونحن كمجتمع علينا أن نراقب بإيجابية وشفافية ولكى نشعر بفائدة الحوار عليه أن يستمر, ونحن فى مجتمع مثل أى مجتمع ديمقراطى انتخب  برلمانًا على المستوى المركزى وانتخب المحليات على مستوى لا مركزى لأنهم  وكلاؤنا فى الحوار, والمدخل الرئيسى للاستمرار هو أن تكون هذه المؤسسات فاعلة ومؤثرة.

■  ما تقييمك لدور الأحزاب والحياة السياسية؟

– الأحزاب ليس لها دور واضح المعالم فى اللحظة الحالية ومن خلال رؤيتنا الآن للعالم نرى أن الأحزاب السياسية التقليدية اختفت وعليها أن تكون أحزابًا بشكل مختلف بمعنى كيف يكون تنظيمها وإدارتها و أيديولوجيتها لأنها فى حاجة إلى أشكال غير أشكال الأحزاب التقليدية والأحزاب السياسية فى مصر فى حالة خمول تحتاج حراكًا مثل الحوار الوطنى حتى نحدد ما هى التحديات أمام المجتمع, وأرى أن التحدى التنويرى للدولة المدنية الحديثة والتحدى السكانى و الصحى و التعليمى أصعبها و يجب أن تكون على رأس الحوار الوطنى وإذا لم يكن للحزب أيديولوجية معينة ومقترحات فهو غير موجود وإذا كانت الإدارة السياسية تسمح بالرأى الآخر علينا أن  ننتقل بالحوارعبر الطريق الشرعى إلى ما يريده الشعب ويختاره.

التعليقات

التعليقات