السبت , 27 أبريل 2024
الرئيسية / أخبار / 2020 / اليوم في المكتبات ومعرض الكتاب أخر أعمال د حسام بدراوى كتاب على مقهى “الحالمون بالغد”

اليوم في المكتبات ومعرض الكتاب أخر أعمال د حسام بدراوى كتاب على مقهى “الحالمون بالغد”

تقدم دار نهضة مصر للنشر هذا العام كتاب “على مقهى الحالمون بالغد” للدكتور حسام بدراوي، وذلك ضمن استعدادات الدار لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51، المقرر انطلاقها 22 يناير الجاري.

يستعرض الكتاب حوارات البدراوي الدائمة مع الشباب من خلال أسرة “الحالمون بالغد والعاملون له” التي أنشأها إبان عمله الجامعي حيث يحتوي على مناقشات وسجلات حول العديد من الموضوعات المهمة والحيوية التي شغلت الشباب على مدار ثلاثة عقود.

نذكر من تلك الموضوعات التي يطرحها الكتاب: الله– الدين– الإلحاد- وفلاسفة المسلمين – عن السياسة – عن أدب الثورة – عن الطفولة والجمعيات المهتمة بها- عن دور المرأة في المجتمع- عن الأدب والفن والجمال- عن الحرية- عن فلسفات العلم- عن الإنسان.
ألوان وموسيقى

الكتاب يصدر بالألوان متضمنًا عددًا كبيرًا من لوحات الفن التشكيلي بريشة المؤلف وعدد من فنانينا الكبار. كما زوّد “البدراوي” الكتاب بمقاطع موسيقية تستطيع الاستماع إليها أثناء القراءة من خلال تقنية QRC. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الكتاب على مقدمة من د. “محمد المخزنجي”، ود. “مراد وهبة”، والشاعر الكبير أ. “فاروق جويدة”. تستطيع الحصول على نسختك من خلال أجنحة نهضة مصر للنشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

 

 

مقالة د عبدالمنعم السعيد عن الكتاب:

ثلاث مقدمات ومؤلف!

ليس سهلا أن تكتب عن كتاب كتبه صديق لأن قدرا غير قليل مما ورد هو جزء مما جرى تداوله فى مجالس الصداقة ومحاوراتها، التى لا تنتهى تليفونيا أو على مقهى أو فى ضيافة. كتاب د. حسام بدراوى «على مقهى الحالمون بالغد» (دار نهضة مصر يناير ٢٠٢٠) ظل على مكتبى منتظرا الإفاقة من جائحة كورونا، وعندما جاء النداء بضرورة التعايش مع الواقع، وأصبح مهما اتباع الإجراءات الاحترازية بالبقاء لفترات طويلة فى المنزل، باتت الأزمة الكبرى فرصة لمراجعة كتاب يقوم على الحوار بين شخصية اكتملت شروطها كمهنة طبيب، وفوقها مجموعة مما يسميه «هواية السياسة»، ومعها الرسم والموسيقى والرياضة وفنون أخرى. هذه التعددية شملت كتابه هذا الأخير، حينما قدم له ثلاثة يشار إليهم بالبنان: د. مراد وهبة، الفيلسوف الذى تعلمت على يده أجيال، كان جيلنا واحدا منهم. ومن يعرف أستاذنا لن يفاجأ بأن مقدمته ضربت على مأزق الإصلاحى وحيرته من زاوية علمانية بحتة تضع الاختيار الفكرى على حد السيف، الذى يرفض «الوسطية» المبالغ فيها عندما يتساءل ما الرأى إذا لم يكن لدينا سوى مشروع واحد بلا بديل، وهو مشروع الإخوان المسلمين؟.. و«هل عندما نكون فى النصف تكون الغلبة للتخلف؟». د. محمد المخزنجى، الطبيب، الروائى، المفكر متعدد المواهب، هو الآخر يقدم لمقهى «الحالمون بالغد» بأن مهنة طبيب التوليد تخلق علاقة خاصة مع الرضيع، ثم بعد ذلك مع رحلته من الرحم إلى الزمن، الذى بدوره يخلق الأبوة والفرح والحوار مع «الشباب» والتعامل المعتدل مع الفوارق الطبقية، وهنا يختلف مباشرة مع سابقه فى التقديم عندما يرى فى عبور امتحان اليسر والعسر الطبقى طريقا نحو «السوية الإنسانية» والوصول إلى «وادى الاعتدال والتوسط»، حتى باتت «الوسطية» منصة سلوك وخطاب صاحب الكتاب.

 

المقدمة الثالثة باتت لشاعر- أ. فاروق جويدة- الذى، كما الشعراء يفعلون، يرى فى مؤلفنا «إنسانا حالما» يقترب من «الصوفية» أحيانا يجمع بين ثلاثة فنون «الكلمة واللون والإيقاع»، وما بعد ذلك تفاصيل. المؤلف ذاته يبدأ كتابه فى المقدمة بالحديث عن السعادة والسؤال الذى يسعد الإنسان، ويبدأ بما يحقق سعادته الشخصية فى الحوار مع أسرته ومع الشباب.

الكتاب يمثل تجربة جديدة فيما احتوى عليه من خمسين مقالا، تبدو كما لو كانت فصولا متفرقة، ولكنها تبلغ مساحات واسعة من الفكر فيها الكثير من الجرأة، فهو يبدو مستسلما تماما لصوفية حب الله وذكره، وغنيا دائما فى الاستشهاد بآيات الكتاب الجامع، ولكنه لا يجد غضاضة فى مناقشة قضية الإلحاد. وتأسره الظروف والحياة المصرية، ولكنه لا يستغنى عن تلامس قضايا فلسفية عميقة تستدعى تجارب عالمية فى إطار حوارات تسرى من التساؤل إلى البحث عن إجابات فى قضايا معقدة. وبينما يبدو ذلك على المقهى نتاج تجمع «غرباء»، فإنه يجد دائما أسرته من حوله فى الحديث عن «الزواج» وابنته «داليا»، صاحبة مصنع الأفكار السعيدة، والإرادة التى ربما يريدها فى كل أنواع «الأسر» التى كونها من «أحفاد الفراعنة» إلى «الحالمون بالغد»، والتى كان يأخذها إلى سينما كايرو لمشاهدة فيلم جديد أو للنقاش حول كتاب جديد. حسام بدراوى يبدو لديه «المقهى» متسعا مما كان عليه لدى إحسان عبدالقدوس، الذى جعل منه ناديا سياسيا لمناقشة قضايا الساعة، وجعله نجيب محفوظ (قشتمر) مكانا للتحكيم السياسى لقادة مصر. المقهى لدى مؤلفنا هو أشبه بتلك الساحة التى كانت لدى أفلاطون، الذى نقل فيها أسئلة سقراط الجوهرية عن «الجمهورية» و«القوانين» فى أصول المسائل والدول وما يحكم تطورها وانتقالها من حال إلى حال. وبينما يبدو من العنوان أن النقطة المركزية فى الكتاب هى تجمع لهؤلاء المصريين الحالمين بالغد، فإن هناك القليل فى المقالات الخمسين مما يحدد طبيعة الحلم المصرى أو ذلك الحلم الغامض حول التقدم الذى لا يأتى أبدا. غالبية الحوارات لا تدور حول الأحلام، وإنما إلى تبديد كوابيس ألمت بخيالات الشباب أو المتحاورين فى عمومهم وكيفية تجاوزها بعد الصمود أمامها، وربما الحاجة إلى اليقظة منها. الكتاب هكذا فيه كم هائل من العصف الفكرى بين طبيب سياسى مصرى فنان وجماعات ممن يبحثون عن الهداية ونور الطريق، وأحيانا يكون ذلك بحثا ذاتيا عن إجابات فى منطقة أعياها عجز الحصول على إجابات شافية. ولكن بعد كل ذلك بقى السؤال المؤرق: لماذا لم يتولد بعد كل هذه الحوارات تيار إصلاحى بين الشباب؟

الكتاب فيه تجربة جديدة لم أر مثلها من قبل، وربما سوف يؤرخ لها بأنها أول الكتب العربية التى خلقت علاقة بين حوارات سياسية وأدبية وفنية مع الفنون والآداب والموسيقى والمعلومات فى آن واحد. الكتاب غنى بلوحات حسام بدراوى، الغنية بالمعنى والرسالة، والتى فى الرأى المتواضع بالغة الاحتراف. ولا توجد عقبة فى اكتشاف ذلك عندما تجدها متواجدة مع لوحات «صلاح طاهر» و«بسنت الكردى» و«هبة بيبرس»– الحفيدة– وغيرهم. هنا فإن الكتاب لا يقدم لوحات للرؤية فقط، وإنما يقدم عندما يحتاج الحوار موسيقى يمكن الوصول إليها فورا أثناء القراءة من خلال تطبيق «QR Reader »، الذى يمكنه أن ينقل لك قطعا موسيقية أو مشاهد «فيديو» لها علاقة ما بالموضوع. التجربة هنا جديدة لكتاب متكامل فنيا ما بين مصادر مختلفة للمعرفة والحس الأدبى، بعد أن لم يعد الكتاب سجينا لمحدوديته الورقية، التى كان فى السابق يمكن التغلب عليها بالألوان، لكن أن يضاف إليها السمع الموسيقى والمساندة المعلوماتية فهو أمر عظيم ونقلة كيفية فى عالم النشر.

فى ٣ أكتوبر ٢٠١٣ اقتربت من د. حسام بدراوى فى حفل زفاف لكى أطلب منه أن ينسى السياسة والأدب والفن فى أحاديثنا لكى نتحدث فى أمور طبية مصيرية تخصنى. خلال أيام، تجمعت مجموعة من أفضل أطباء مصر لكى يبحثوا الحالة ويقرروا ماذا نفعل بعد ذلك، فى وقت كنت فيه مصابا برعب من الأطباء، الذين يتناقضون فى التوصيف والعلاج، ويبقى بينهم المريض فى حيرة مميتة قبل أن يحين الحين. توصل الجمع إلى توصيف، وخريطة الطريق للعلاج أعطتنى، بعد عناية الله، ست سنوات إضافية. هذا يعطينى ثلاثة أسباب للشكر، أولا على ما فعل وقتها من اهتمام، وثانيا على زمالة الإصلاح فى أزمنة صعبة، وثالثا على كتاب مشوق وعصرى ولذيذ من صديق جميل.

 

 

 

مقدمة الكاتب د حسام بدراوي

مقدمة الكاتب:

 

أسأل كل من حولي، ما الذي يسعدك؟

أذكر لي خمسة أفعال تقوم بها، فتضفي علي نفسك سعادة وبهجة..

والغريب أن أغلب من أسألهم يجدون صعوبة في ذكر خمسه أفعال تسعدهم !

السعادة قرار إيجابي، ولها مقومات، إن لم نسع إليها قد لا نجدها. صحيح أن بعض الناس، وأنا منهم، جيناتهم مستعدة للبهجة، ويرون في الناس أفضل ما فيهم، وفِي الأحداث حولهم، أجمل ما فيها. ولكن إن لم يكن الإنسان ساعيا للبهجة، وطالبا للسعادة، فقد تمر الأيام ، ولا يراها لأنه لا يبحث عنها.

والعقل الجمعي للأسرة وللمجتمع، قد يخلق طاقة إيجابية والعكس. هذا العقل الجمعي تحركه ثقافة المجتمع وقادة المجتمع وإعلامه وفنونه. والاستعداد الوجداني له يبدأ من الصغر، في المنزل والمدرسة والجامعة في النادي والساحة، في بيوت الصلاة. جوامع وكنائس ومعابد..

الحياة نعمة من الخالق، والبهجة بها، شكر لله،  وعلينا أن نتوق إليها و نتذوقها، فهي  حق من حقوق الإنسان.

لماذا بدأت  بهذه المقدمة؟

لأنني وجدت في مناقشة أولادي وأسرتي وأصدقائي سعادة بالغة، وبهجة غامرة. فأحاول أن أرد علي تساؤلاتهم، وأزداد معرفة بآرائهم وردود أفعالهم.

مثلا أنا يسعدني قراءة كتاب أو مقال فيه معني جديد، أو يوضح معرفة كانت خافية عني أو يعرض أمرا بشكل مختلف، ولكن الحقيقة تأتي سعادتي عند مناقشة الكتاب مع  أسرتي وأصدقائي وتلاميذي وأولادي. وأحب دائما أن استنفر عقولهم  بمعطيات العلم  الجديدة،  ونعيد سويا قياس مفاهيمنا حول المعتقدات الراسخة بحيادية. ونتفق ونختلف كثيرا لكن بمتعة عقلية وبهجة وجدانية.

أحيانا ألمس قلوبهم بما أقرأ لهم  من فنون ، وما  نتبادله سويا من موسيقي  وغناء وشعر، أتاحتها التكنولوجيا الحديثة. وأحيانا يلمسون عقلي بآراء جريئة، وسعة أفق وعمق ينير لي فكرة أتوسع في دراستها أو رأيا يجعلني  أعيد النظر في معتقداتي..

أما الجانب السياسي، فلزوجتي الجانب الأكبر في المناقشات، في أغلب الأحيان لمنعي من التصريح بأفكاري، أو محاولة إبعادي عن العمل السياسي خوفا علي، ورأفة بي.  خلال الخمس وعشرين سنة الماضية كانت لي نعم المعين، بالمشورة العاقلة والرأي السديد .

 

في منتصف التسعينيات ، في عنفوان الشباب كأستاذ صغير في كليه الطب كنت مشاركا طلبه الكلية في إنشاء واحدة من أكبر الأسر الجامعية سميناها أسرة أحفاد الفراعنة. الأسرة كانت تصدر مجلة شهرية شهدت توزيعا غير مسبوق في الجامعة وصل الي خمسة آلاف نسخة، اسمها “أهلا يا دكتور”. في غضون سنتين وصل عدد أفراد الأسرة ما بين القصر العيني والجامعات الأخرى الي عشره آلاف طالب. كنت أؤجر سينما كايرو أول خميس كل شهر وأدعو الطلبة الي مشاهده فيلم جديد . تكون في الأسرة فريق للموسيقي وآخر للتمثيل ، وجميع أنواع الفنون . دعونا كبار المثقفين الي مسرح كليه الطب ليلتقوا بالطلبة في مناقشات حيه وحيوية. قام فريق التمثيل بتقديم مسرحيه علي مسرح الأوبرا الصغير بحضور وزير التعليم، حسين كامل بهاء الدين  ورئيس الجامعة ووزير الثقافة فاروق حسني وقتها..وقرر شباب الأسرة الدخول في انتخابات اتحاد الطلاب الذي كان محتلا بالكامل للجماعات الإسلامية واستطاعوا الفوز ب٦٢ مقعد من ٧٢ وكان هذا ما لم تستطع اجهزه الأمن تحقيقه بضغوطاتها في ذلك الوقت. أحفاد الفراعنة مرحله في حياتي اراها مضيئة وممتعه ومليئة بطاقه إيجابيه زادت ثقتي بشباب وقدرات الشعب المصري.

وفكرت في هؤلاء الشباب بعد التخرج، من كافة الكليات ، وقررنا إنشاء جمعية تضمنا أسميناها “الحالمون بالغد والعاملون له”

وعقدنا أول مؤتمر لهذه الجمعية في قاعه المؤتمرات الكبرى حضره الف وخمسمائة شاب وشابه من كل بقاع مصر عام ١٩٩٨. كانت محاور المؤتمر تتكلم عن الديمقراطية كمنهج حياه، وعن الحياه الطلابية، مساحه للتنوير، دور شباب المسلمين والأقباط في تدعيم النسيج الوطني، تخطيط الحياه العملية للشباب، اكتشاف الذات والتواصل مع الآخر المختلف، الصناعات الصغيرة ودورها في توفير فرص عمل..

ما زالت الجمعية موجودة حتي الآن وتمارس النشاط، ومازالت علي اتصال بعدد كبير من شبابها وشباب أحفاد الفراعنة وغيرهم من طلبه الجامعات والمدارس الذين ألاقيهم ويسألوني ويتحاورون معي بمحبه ومودة ملهمه وجميله، وهم السبب في موضوع كتابتي  علي مقهي ” الحالمون بالغد”  لأنقل وجهات نظر أجيال جديده من الشباب في مجموعه حوارات أظن أنها ستضيف الي المجتمع الكثير.

موضوعات الحوار متعدده،ومختلفه. بعضها ثقافي وبعضها إجتماعي، وقليلها سياسي..وهو ما يجعل للكتاب مذاقا خاصا ونكهه. المهم أن يعلم القارئ ، خصوصا في الحوارات السياسيه، تاريخ الحوار لأنه يعكس اللحظه وقد يكون مناسبا لوقت وغير مناسب لوقت لاحق. يجب علي القارئ أن يربط بين التاريخ والموضوع.

لقد حاولت في هذا الكتاب أيضا دمج الثقافة الرقمية مع الكتابة التقليدية لعلي أثير وجدان القارئ بشكل جديد ، وأحفز الفكرة لدي كتاب وناشرين للإسهام في نقل المجتمع كله رقميا الي مسرح جديد.

كذلك أشارك القارئ بعضا من لوحاتي التي أرسمها كهاوي ، حيث تعلمت  استخدام الألوان والتعبير عنها منذ سنوات قليله واكتشفت موهبه كانت مستتره ، عمقت في نفسي  سموا جديدا يري الجمال في الألوان ويعبر عن مكنونه بالكلمة أحيانا، وبالرسم أحيانا، وبالموسيقي حولهم.

اخترت بعض اللوحات التي رسمتها بنفسي، وبعض اللوحات التي رسمتها فنانة تشكيليه صاعده اسمها بسنت الكردي. وبعض الفنانين الآخرين

واخترت من لوحات بسنت الكردي ووضعتها في حوارات بعنوان عن الملحدين، حوار مع مريضة، لقاء، وعن مفهوم الطبقية.

واخترت عندما تكلمت عن الوطن والحكومة  كاريكاتير للأستاذ خيري الشريف التي تعبر عن واقع ومعنى الحوار.

وفي حوار آخر على مقعى الحالمون بعنوان لدينا جيش قوى وضعت لوحة للأستاذ أحمد قاعود عن بسالة الجيش المصري.

أما صديقي العظيم الأستاذ صلاح طاهر ، فقد وضعت له لوحة أهداها لي منذ حوالي عشرين سنة في مقدمة الكتاب، ولوحتان من مرحلة في حياته وجدتهما يتناسبان مع حوارين مع نفسي ومع الله عز وجل.

الفنانة سهي البيومي أهدتني لوحة وضعتها في مقدمة الفصل الخاص بالمقتطفات والخواطر.

كذلك انتقيت  بعض اللقطات الفوتوغرافية التي التقطتها  لتصاحب الحوارات . وأحببت أن أشارك القارئ أحيانا بتزويد المقالة بكود يستطع من خلاله الإستماع  لبعض المقطوعات الموسيقية التي أحبها وأستمتع بها  أثناء قراءة كل مقالة .

وفي نهاية الكتاب توجد مجموعة من مقالات لها تاريخ تعبر عن واقع احساسي وفكري في زمن معين.

مصر 2030،  كتبتها عام 2009 وهي رؤية سابقة لما كنت أراه في مستقبل البلاد.

،الديمقراطية والحرية ماذا لو، التي  نشرتها عام 2010 وكأنني كنت أقرأ المستقبل.

ومقالات أخرى في تاريخ 2014 و 2015 و 2017 قد تعني للقارئ معاني أشاركه فيها.

ولقد أودعت مقتطفات وخواطر مرتبة زمنيا قام بجمعها شباب متطوعون من الحالمون بالغد ومدمجة مع كودز كمداخل اليكترونية لأفكار متعددة نشرتها إما في الصحف وإما على السوشيال ميديا ولكنها في الأخر تكون جزء من مفهومي عن الحياة والعمل السياسي والاجتماعي.

في واحده من الحوارات  بعنوان الزمكان والأديان وأيام الأسبوع  وضعت كودآ لفيلم سينمائي يستطيع القارئ الرجوع إليه وقتما يحب.

كلها خطوات علي طريق جديد للكتابة أحاول من خلاله فتح الباب لتتوافق التكنولوجيا الحديثة مع الكتابة التقليدية وأثير في القارئ رغبة في التواصل مع الكاتب وتوسيع مساحة الحوار لأن الكتاب سيكون متاحا إلكترونيا للتواصل..

مقهي “الحالمون بالغد” فِي صفحات هذا الكتاب، بعضا من حوارات ، في الحياة، في الثقافة في  الحب، والسياسة، ولمحات مكتوبة ومسموعة ومرئية ،وجدت أنها قد تروق للقارئ، وقد تلهمه بالتواصل والسعادة بالحوار مع من يحب.

وما كان لمقهى الحالمون بالغد أن يصل إلى جمهور القارئين إلا بمساعدة الصحفي النابه والشاب المثقف أحمد مبارك.

الشكر واجب للصديق د محمود حمزه ، الأستاذ المحترم الذي تطوع بقراءه الكتاب وتصحيحه لغويا . والذي بكل الموده أتشرف بصداقته..

وقد أعطاني صديقي الدكتور أسامة حمدي، الذي يعيش في بوسطن ، ويقود أكبر مراكز علاج السكر في العالم، وجهة نظره في الكتاب التي أخذتها في اعتباري قبل إرسال الكتاب للنشر. هذا وفي الكتاب حوار بيني وبينه ، بعنوان مصر التي نحلم بها جميعا.

وفي الختام أشكر الأستاذ محمد رشاد الناشر المحترم والأستاذ أحمد محمد رشاد والأستاذة نورا رشاد الذين استوعبوا رغبتي في التجديد وادماج التكنولوجيا الحديثة في الشكل التقليدي للكتاب، وأسرة الدار المصرية اللبنانية.

 

 

مقدمة د محمد المخزنجي

 

مقدمه د محمد المخزنجي

 

 

حوارات جديرة بالتصديق

بقلم: محمد المخزنجي

………………………………………………………………………………

“عندما تمد أصبعك لتداعب يد صغيرك حديث الولادة، يمسك بأصبعك، فيمتلكك إلى الأبد” لعل صاحب هذه المقولة هو جابرييل جارثيا ماركيز،الروائي العالمي الأهم في الربع الأخير من القرن العشرين، وحتى الآن، في رأيي. وهي مقولة لا تلخص علاقة الأبوة والبنوة البيولوجية وحسب، بل تتسع لتنطبق على إحساسنا بمن حملناهم صغارا، من أبناء الأقارب والأصدقاء، بل حتى من هم ليسوا أقارب ولا أصدقاء. فنحن نظل مجبولين على مايشبه الإحساس بالأبوة تجاه هؤلاء الذين حملناهم صغارا، وينتابنا نوع من التعاطف معهم كلما كبروا، بل إننا نظل ضعافا عاطفيا أمام معجزة هذه الكائنات التي عايشناها صغيرة ورأيناها تكبر مع الوقت، فيصير منها فتيان وفتيات، رجال ونساء، ودائما نظل ننظر إليهم على خلفية صورتهم البكر البعيدة، ننظر إليهم بروح الأبوة. تلك الأبوة التي تعني الحب، والتعاطف، والتفهم، وحتى الدهشة أو الاستغراب في رحاب من الود، والاجتهاد في تفهمهم.

وإذا كان ذلك كذلك، فما بالنا بمن يكون أول إنسان يحمل هؤلاء البشر الذين يكبرون فتيانا وفتيات، شبانا وشابات فور خروجهم من أرحام أمهاتهم  قطع لحم طرية رقيقة، يدفعها هذا الإنسان برفق لتلتقط أول أنفاسها من هواء هذا العالم، ويسمع أول صرخاتها، التي ليست كأي صرخات، فهي صرخات تدعو إلى الفرح بوصول أفراد جُدُد ينضمون إلى جمعنا البشري على ظهر هذا الكوكب، وهي صرخات بقدر ما تنشره من استبشار، بقدر ما تعلن عن نجاح  وبراعة من أخرجهم سالمين إلى عالمنا، إنها لحظات فرح وفخْر تسعد قلوب أطباء التوليد بلا شك، وتجعلهم ــ لاشعوريا ـ ينظرون إلى هذه لكائنات وهي تكبر، بأنها أهدتهم هذا الشعور النفيس بالفرح والفخر، ولا شعوريا يظل هؤلاء الأطباء يتملكهم إحساس بانهم مدينون لهذه الكائنات بمنحهم تلك اللحظات الساحرة من عمرهم المهني والإنساني، دَينا يجعل الأسوياء منهم في موقع التفهم والتعاطف والحب، شبه الأبوي، بل فوق الأبوي، تجاه من كبروا بعد سنين من خروجهم إلى الدنيا على أياديهم.

في هذا السياق يتقدم الدكتور حسام بدراوي، أستاذ أمراض طب النساء والتوليد بالقصر العيني، ليكون في الصفوف الأولى من هؤلاء الأكثر سوية ممن خرج على أياديهم البيضاء إلى ضوء هذا العالم مئات ، وربما آلاف، من صاروا شبابا وشابات، وهي سوية تشهد عليها فطرة الرجل ومسيرته في الطب والسياسة والحراك المجتمعي، لهذا عندما يضطلع بواجب التحاور مع جيل الشباب في بلدنا، أُصدِّقه، ويُصدِّقه كل من يعرفه، وكل من يراجع سيرته ومسيرته، ومن ثم يتوجب أن نصغي لحواره هذا، وسياقاته ، ومراميه، وأهم من ذلك: تلك الروح الذي يدير بها الحوار مع الشباب، والتي أرى أن أهم مايميزها هو روح أبوة من نوع خاص جدا، أبوة صديقة، وصادقة، رفيقة، ومترفقة، لاتنزع إلى هيمنة، ولا تميل إلى امتلاك، ومن ثم هي أبوة قادرة أن تناقش كل شيء مع الشباب، ودون إملاء ولا استعلاء، وهو ماتشهد به محتويات هذا الكتاب، الذي هو بالفعل كتاب حوارت، بين أبوة صديقة، وبنوة صديقة، وهي حالة يندر العثور عليها، لكن الأقدار ورحلة الحياة وافرتها للدكتور حسام بدراوي، خِلقة، وخُلقا، نشأة وتنشئة، وامتحانات اجتازها بسلاسة طبعه وتطبعه…

كثيرون ــ على الأغلب ــ لايتصورون أن العُسر كاليُسر كامتحان للإنسان في نشأته، بينما كلاهما امتحان مُتطرِّف طوبى لمن يعبره بسوية، فالعُسر قسوة تغري بانتهاج قسوة مضادة لمن يعانيها، واليُسر رخاء يغري من يرفل فيه بالخفة في الحياة ولاستخفاف بالآخرين وهما منطلق قسوة أشد خبثا وأذى من فظاظة القسوة الخشنة لأبناء العُسر الذين لم يعبروا شقاءات امتحانه. والمعروف أن الدكتور حسام بدراوي هو ابن نشأة موسرة، لكن تعامله مع الدنيا والناس، منذ شبابه، ورصد تفاعلاته في أنشطة الحياة بجوانبها المختلفة، كلاعب كرة واعد بالنادي الأهلي، وطالب طب، وطبيب شاب، فأستاذ طب، وسياسي، وناشط اجتماعي، تشهد كلها بأنه لم يتسم بخفة في التعامل مع الحياة، ولا استخفاق بالناس من حوله، وهما نقيصتان تشوهان كثيرين من أبناء وفرة النشأة. لهذ كان لدى كثيرين التباس طالما حيرهم: كيف يكون أحد أبناء أسرة “البدراوي” بهذا الود واللطف اللذين يحببان الناس فيه حيثما يلقونه ويلقاهم؟

وهنا أجدني ابتسم ابتسامتي إشفاق على المُتحيرين، أولاهما رفضا لجور التعميم، لأن مسيرة الأبناء على درب الآباء، سلوكيا،  ليست حتمية جينية، فكم من أبناء الأشرار أخيار، وكم من أبناء الأخيار أشرار. أما ابتسامة الإشفاق الثانية، فوراءها حقيقة لايعرفها كثيرون، فحسام بدراوي ليس سليل أسرة “البدراوي عاشور” الإقطاعي الملطخة سيرته بقسوة تكاد تكون إجرامية فيما يُحكى عنهاــ إن صحت تلك الحكايات، وحتى لو صحت فإنها لاتمثل حتمية وراثية تنتقل من السلف إلى الخلف. ثم إن حسام بدراوي ابن أسرة البدراوي مختلفة، هي أسرة البدراوي أحمد ، والتي يمكن تصنيفها ضمن شريحة ” الانتلجينسيا الموسرة” أو الأرستقراطية المصرية المثقفة، التي يهمها في أبنائها التعليم الجيد والذوق الرفيع والأخلاق الحسنة. وهي شريحة كانت في تاريخ النهضة البشرية حامية ودافعة لكثير من مبدعي البشرية الكبار في الآداب والفنون والفكر، ليس من أبنائها وسلالتها فقط، بل من أبناء الآخرين رِقاق الحال الذين يُظهرون نبوغا يستحق الرعاية وموهبة تستدعي الدعم، وتاريخ ومضات النهضة المصرية، وعقود التنوير، يقدمان دلائل عديدة على ذلك، أقربها إلى الخاطر، نموذجا الموسيقار محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم.

واتصالا بأثر النشأة، لا أستطيع ( كمنصوري)  تفويت حقيقة أن الدكتور حسام بدراوي من أبناء المدينة التي كانت ساحرة الجمال، المنصورة، والتي كان الدكتور محمد حسين هيكل، وهو أحد أبناء الأرستقراطية المصرية المثقفة ــ وينتمي أيضا إلى المنصورة أيضا ــ كان يصف هذه المدينة ــ التي جرى عليها ما أجرته الأزمنة البائسة في حواضرنا وجمالاتنا ـ بأنها ” باريس الشرق” لجمالها الطبيعي والحضري، ولكونها مدينة أنوار أيضا، فقد كانت مدينة صغيرة جميلة حقا، شاعرة وفنانة بدليل أفواج من أعلام الأدب والفن الذين أنجبتهم، كما كانت “كوزموبوليتانية” بجدارة، ضمت في رحابها المورق أبناء أعراق وديانات وثقافات متعددة بتسامح حضاري مشهود، وأخوة إنسانية لاتعرف جلافة ولا توحش التفرقة. ولابد أن النشأة في حاضرة كهذه، كان لها عظيم الأثر الإنساني والجمالي فيمن عبر امتحان اليُسر بسوية مشرقة. ولعل هذا يفسر تلك المفاجأة المبهجة المتمثلة في الظهور المتأخر للرسام وعاشق الألوان حسام بدراوي، الذي تزين بعض لوحاته هذا الكتاب.

إن عبور امتحان اليسر أوالعسر الطبقي نحو السوية الإنسانية، إنما يعني في اعتقادي الوصول إلى وادي الاعتدال أو التوسط، ولا شك أن ” الوسطية ” كانت منصة سلوك وخطاب صاحب هذا الكتاب المحاور للشباب، لهذا يمكن فهم جاذبيته لقطاع كبير من طلبة كلية طب القصر العيني حين كان رائدا لأسرة شكلت ظاهرة في تاريخ الأسر الطلابية، فالوسطية رحبة مُرحِّبة ومُرحَّب بها من كل ذي قلب سليم. وهذه الوسطية ــ الصادقة ــ نفسها هي من جعلت حسام بدراوي ” إصلاحيا” ناقدا لتجمع سياسي كان ينتمي إليه. وهنا أعتقد أن الوسطي الإصلاحي، الصادق والسوي، كان طبيعيا أن يرى أن تغيير القلعة لايتأتى إلا من داخل حصونها، وقد حاول، وكان مُحيرا لمن لايمدون البصر أبعد من تعصباتهم السياسية، كما كان محيرا ــ بالتأكيد ــ لأصحاب القلعة، لكنهم لم يستطيعوا نبذه لبعض التذاكي السياسي النفعي لديهم، كما أن الصدق عندما يقترن بالبشاشة يصبح صعب المحق. لهذا كان موقفه حاسما كما اسمه، وبسلاسة، في اللحظة الحرجة للنظام وللميدان ــ معا ــ إبان سطوع ثورة يناير، وقد قال كلمة الحق التي لم يستطع أحدُ قولها لدى قمة السلطة حينها، والتي لم تكن مستساغة من غيره، وأعتقد أنها كانت فاتحة لحقن دماء وحفظ كرامات، وإن انعطفت الأمور نحو مسار آخر بعد ذلك.

تغير العهد بعهد آخر، ثم عهد غيرهما، وهي تغيرات تمثل امتحانا عسيرا لكشف أصالة من كان قبل وكيف يكون بعد، وبسلاسة أيضا اجتاز حسام بدراوي هذا الامتحان، فلم ينافق الجديد على حساب القديم، ولم ينبذ مشاريع للشباب وجهودا تطوعية في ترقية التعليم، إعمالا لرد فعل من يطوون أشرعتهم إذا غيرت الريح اتجاهها، لأن عمله المجتمعي والإنساني كان وليد طبيعة إنسانية وثقافية ووطنية، لا وجاهة اجتماعية ولا مناورات سياسة. ومع ذلك لم يسلم من التربص، وإن كانت الحقائق العارية تنصف الأسوياء في النهاية.

وعلى ذِكر السوية سيلاحظ من يقرأ هذه الحوارات والجزء الملحق بها من كتابتات الدكتور حسام، أنه بالفعل خاض في كل مايتطلب الخوض فيه من قضايا اجتماعية وسياسية واقتصادية وتعليمية شائكة، في عهد منقض أوعهد جديد، والكثير منها كان ولا يزال من مناطق الخطر، لكن سوية الطرح، وصدق التوجه، الوسطي، الإصلاحي، جعل من طرح الخطير آمنا. وهو درس في منطق وأساليب الحوار، يستدعي التدبر والتأمل والاستلهام، بعدما امتُحنا بمنطق الثورة في بلد مزروعة أرضه بألغام التربص والتعصب، والهوَج الحاكم لسلوك حشود هذا الزمان، زمن الجماهير الغفيرة المنسحقة فقرا وجهلا واستلابا بتجارة الدين وجحود الدنيا. وإن ظل الطُهر قرين أغلب شبان هذا البلد، بحكم براءة العمر ونقاء الطاقة، وهو مما لايحسن تقديره مثل أب صديق بشوش ومُحب وخال من الادعاء..

أبوة من ذاق طعم الفرح الفخر، وهو يخرج بيديه من الأرحام إلى الدنيا قطع لحم طرية تلتقط أول أنفاسها من هواء هذا العالم بين يديه، وتصدح في سمعه صرخاتهم الأولى، التي هي صرخات بِشر وفرح، تظل ماثلة في وعي ولا وعي أستاذ طب التوليد، بينما يتابع مع مَر السنين، قطع اللحم الطرية هذه وهي تنمو لتصير شبابا يتوقون إلى حوار من يُحسن الحوار معهم، ومن يدرك أنهم حالمون بالغد، صدقا وعدلا، فهم أجدر الناس حلما بهذا الغد الذي سيحملون أعباءه، ويتوقون أن يكون أفضل وأجمل.

 

 

مقدمة د مراد وهبة

هذا الكتاب يصدر على غير المألوف. فصوله موجزة وأغلبها يبدأ بلوحة فنية قد تكون بفرشاته أو بفرشات آخرين وهى فى هذه أو تلك تعبر عن مغزى الفصل. ولكن الفصول كلها تبدأ بقطعة موسيقية قد تكون من تأليفه أو تأليف آخرين من مشاهير الموسيقى الكلاسيكية. وصاحبه كاد أن يكون واحداً من المسئولين عن إدارة الوطن. وهو فوق هذا وذاك من أعلام الطب فى جامعة القاهرة وفى غيرها من الجامعات. إنه الأستاذ الدكتور حسام بدراوى . ليس مديناً لأحد فى صناعة حياته إذ ما يريده يحققه. علَم نفسه الموسيقى فأصبح موسيقاراً وعلم نفسه الرسم فصار رساماً وأراد السعادة فجاءته. ومع ذلك فهو عاشق للحوار مع الآخر، والمقهى مكان الحوار، إلا أن مكانها فى ” شارع الأحلام” وروادها من الشباب ولكن يشترط أن يكونوا من الحالمين بالغد، وإن شئت تعبيراً آخر فقل إنهم شباب من أصحاب رؤى مستقبلية تكون موضع حوار، والأفكار التى يدور حولها الحوار قد تكون موضع اتفاق أو افتراق. ومن هنا يمكن أن توضع لوحة عند مدخل المقهى مكتوباً عليها ” اتفضل فكراً” بديلاً عن ” اتفضل شاى”. وفى هذا السياق أريد لهذا المقهى أن يكون من مكونات الوضع القائم لكى يسهم فى دفع الحالمين بالغد من الشباب إلى الانطلاق والابداع.

وأنا بدورى أريد من هذا التقديم أن أسهم فى إثارة ثلاثة أسئلة قد تكون كامنة فى الحوار وقد تكون على هامش الحوار. وفى الحالتين أريد لها أن تكون فاتحة لحوار قادم فى جزء ثان لهذا الكتاب. والذى يدعونى إلى هذا الذى أريده هو أن حوارات الأستاذ الدكتور حسام بدراوى تنطوى على خصوبة الإثارة دون توقف. وعلى سبيل المثال لا الحصر هذا السؤال:

العقل وارد فى هذه الحوارات ولكنه ليس وارداً فى الوضع القائم. ولا أدل على ذلك من تساؤله عن مصير الشعوب العربية عندما حدث فيها تقسيم اليمن والسودان والعراق وتدمير سوريا وليبيا وكادت مصر أن تدخل فى هذه اللعبة السياسية . وهنا يحذرنا المؤلف من البحث عن آخرين غيرنا يكونون السبب فى هذا التقسيم وذلك التدمير. ثم يستطرد قائلاً: ها هو ابن رشد يتكلم عن أحوال سيئة تستحق أن نبكى عليها قبل أى استعمار أو مؤامرة. يبقى بعد ذلك أن نكون نحن السبب فهل تكون هويتنا التى لم تتطور منذ زمن الفراعنة قد أسهمت فى هذا الذى أصاب الدول العربية؟ مجرد سؤال موجه إلى مقهى الحالمين بالغد.

وفى السياق نفسه يرى الأستاذ الدكتور حسام بدراوى أن صندوق الانتخاب قد يأتى بدكتاتور وقد يأتى بديمقراطى والاختيار هنا مرهون بوجود مشروع ومشروع بديل. ولكن ما الرأى إذا لم يكن لدينا سوى مشروع واحد بلا بديل وهو مشروع الاخوان المسلمين؟

وفى السياق نفسه يقول صاحب المقهى: نحن دائماً فى النصف. لا دولة دينية بمعناها الكامل ولا دولة مدنية بمعناها الكامل. ومع ذلك فنحن محكومون بالغزو الثقافى السلفى المتشدد الذى ملك المال وتحكم فى الاقتصاد. والسؤال اذن: هل عندما نكون فى النصف تكون الغلبة للتخلف؟

يبقى بعد ذلك خاتمة يلزم التنويه بها وهى أن مؤلف كتاب ” على مقهى.. الحالمون بالغد” الأستاذ الدكتور حسام بدراوى ينبئنا بأن ” الانسان رسالة”، ومن ثم يمكن القول بأن الانسان من غير رسالة هو بلا معنى.

 

التعليقات

التعليقات