الأربعاء , 14 مايو 2025
الرئيسية / بقلم د حسام بدراوي / د.حسام بدراوي يكتب: قوة المنطق ومنطق القوة

د.حسام بدراوي يكتب: قوة المنطق ومنطق القوة

د.حسام بدراوي يكتب: قوة المنطق ومنطق القوة
في عالم يسوده الصراع بين العقل والمصلحة، وبين العدالة والهيمنة، يبرز مفهوم “قوة المنطق” كأداة للحكمة والإقناع، بينما يفرض “منطق القوة” نفسه كواقع لا يمكن تجاهله في العلاقات البشرية والدولية. وبين الاثنين، تتشكل معادلة معقدة تحدد مصير الأفراد والمجتمعات والدول.
قوة المنطق: عندما يسود العقل
المنطق قوة ناعمة، تعتمد على الإقناع بالحجة والدليل، وتستند إلى الفكر العميق والتحليل العلمي. إنه القوة التي تجعل الفلاسفة والمفكرين والعلماء يغيرون مسار التاريخ، ليس بالسلاح أو القهر، بل بالأفكار التي تبقى بعد أن يرحل أصحابها.
• قوة المنطق هي أساس الحضارة، فمن خلاله تطورت القوانين، ونشأت الديمقراطيات، وتقدمت العلوم.
• بالحوار والنقاش، يمكن حل أعقد المشكلات، وهذا ما يعكسه تاريخ الفلسفة والسياسة، حيث غيرت الأفكار مجرى التاريخ أكثر من الجيوش.
• في العلوم، لا يخضع الكون لقوة السلاح، بل لقوة العقل الذي يكتشف قوانينه ويصيغها في معادلات رياضية تتحدى الزمن.
لكن هل قوة المنطق تكفي دائمًا؟ هل يمكن إقناع شخص أو دولة بالتخلي عن مصالحها بالقوة الناعمة وحدها؟ هنا يظهر الوجه الآخر للمعادلة: منطق القوة.
منطق القوة: عندما يحكم الواقع
في عالم لا يحكمه العقل وحده، بل تهيمن عليه المصالح والقوة المادية، يفرض منطق القوة نفسه كأداة للتحكم والتأثير. الدول الكبرى لا تفرض سياساتها بالحوار فقط، بل عبر النفوذ الاقتصادي والعسكري، والشركات العملاقة لا تحتكر الأسواق بالإقناع، بل بالاحتكار والتوسع.
• منطق القوة هو قانون الطبيعة، حيث البقاء للأقوى، سواء في الغابة أو في السياسة الدولية.
• التاريخ مليء بأمثلة حيث لم يكن المنطق كافيًا، وكان لابد من استخدام القوة، سواء لتحرير الشعوب أو لفرض الاستقرار.
• حتى في المجتمعات، هناك من لا يفهم سوى لغة القوة، وحينها يصبح المنطق عاجزًا ما لم يكن مدعومًا بسلطة تضمن تطبيقه.

حسام بدراوي يكتب: قوة المنطق ومنطق القوة

 

التعليقات

التعليقات

عن د. حسام بدراوي

د. حسام بدراوي
عن دكتور حسام سياسي ومفكر وطبيب بارز فهو رئيس قسم أمراض النساء والتوليد الأسبق في كلية الطب جامعة القاهرة، تلقي الدراسات العليا أعوام 1979 إلى 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية، انتخب عضو في البرلمان المصري ورئيساً للجنة التعليم والبحث العلمي في بالبرلمان منذ عام 2000 حتى 2005، السياسي حسام بدراوي عرف بمواقفه المستقلة ومن القلائل الذين اتفق على نزاهته الجميع من كافة التيارات السياسية، ففي عصر الرئيس الأسبق مبارك كان يلقب بالعاقل داخل صفوف الحزب الوطني، حيث كانت نداءاته وطلباته السياسية تتفق بقدر كبير مع النداءات الداعية للانفتاح السياسي والديمقراطي في مصر، فكان ضد تمديد حالة الطواري، واعترض على انفراد الحزب الوطني بالتعديلات الدستورية، خلال ثورة 25 يناير 2011 ، لعب دوراً سياسياً هاما، حيث عبر منذ اللحظة الأولى على حق المتظاهرين في مطالبهم، ودعا الحكومة إلى الاستماع والاستجابة لهم، ما جعل مبارك مع تصاعد الاحداث لما له من شعبية بتعيينه أمينا عاما للحزب خلفا لأعضاء هيئة المكتب وخلال تلك الفترة عبر عن رأيه السياسي لمبارك بضرورة التنحي، وهو ما دفعه للاستقالة من الحزب بعد 5 أيام من تعيينه يوم 10 فبراير معلنا اختلافه السياسي مع القيادة السياسية في طريقة التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في حكم الإخوان فظلت مواقفه واضحة منذ اللحظة الأولى برفضه الدولة الدينية التي اعتبرها تريد تلويين الشعب بلون واحد، واعتبر قرار الرئيس المعزول مرسي بعودة مجلس الشعب ترسيخ للديكتاتورية المؤيدة من الولايات المتحدة، وكان من أوائل المنددين بتوغل سلطة مرسي على سلطة القضاء، مستنكرا محاصرة المحكمة الدستورية العليا من قبل مليشيات الإخوان أيد د حسام بدراوي حركة تمرد مع بدايتها، وأعلن أن إسقاط حكم الإخوان أصبح ضرورة ومخاطرة لابد منها قبل أشهر من ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجيش سيقف بجانب الشرعية المستمدة من الشعب.. في ٢٠١٦ تم اختياره رئيسا للجنة الاستشارية لمشروع التعليم أولا ورئيسا للجنة وضع رؤية مصر ٢٠٣٠ في التعليم وفي ٢٠٢٢ تم اختياره مستشارا للحوار الوطني لرؤية مصر ٢٠٣٠